أخر الاخبار

قصيدة الصياد والعصفورة للشاعر أحمد شوقي وصف وتحليل

 

عنوان القصيدة: 

يوحي لنا عنوان القصيدة المتمثل في عبارة الصياد والعصفورة من النظرة الأولى الى وجود طرفين أساسيين يشاركان في خلق أحداث الحكاية وهما الصياد والعصفورة بحيث أن الصياد إنسان يحاول الإيقاع بطائر وهو العصفورة في شركه وفي المقابل تحاول العصفورة الهروب من هذا الشرك.

لكن هذه الثنائية لا تستمر معنا في مجمل القصيدة وما يظهر لنا هو طرف ثالث يكمن في شخصية الصياد ويساهم أيضا في خلق أحداث القصة وهي شخصية الزاهد الذي يلعب دورا محوريا في الحكاية من خلال التمويه والخداع والتحايل الذي يمارسه على العصفورة بأن أظهر لها وجه الزاهد الرحيم المحب للطيور وأخفى وجه الصياد القاتل المخادع الى أن خدعت العصفورة جراء ذلك ووقعت في فخ الصياد.

أحداث القصيدة:

تبدأ القصيدة بتصريح الشاعر بأن هذه الحكاية تمثل لبعض الزاهدين إن لم يكن أكثرهم طريقة حياة حيث يقول بأن ليس كل الزاهدين هم أهل الله بل على العكس من ذلك تماما، ولهذا جعل الشاعر هذه الحكاية شعرا لكي يستنير بهديها الأذكياء والفُطُن والعامة ويستلهم منها الأدباء أعمالهم الأدبية، وتبدأ الحكاية بأن غلاما وضع شركا من أجل الصيد فانتاب الفضول عصفورة فوق شجرة قريبة فنزلت تتحرى أمر الشرك وتستقصي خبر الغلام، وهكذا تبدأ الحكاية ويبدأ الحوار بين الطرفين.

قالت العصفورة: السلام عليكم أيها الغلام.

قال الغلام: وعليكم السلام أيتها العصفورة.

قالت العصفورة: ما لك أيها الغلام منحني القناة) الظهر (.

قال الغلام: حنتها كثرة الصلاة.

قالت العصفورة: أراك نحيفة الجسم.

قال الغلام: نحف جسمي كثرة الصيام.

قالت العصفورة: ما بال هذه الثياب الصوفية تغطي جسمك النحيل.

قال الغلام: نعم إنه الصوف لباس الزهد والتصوف  وقدوتنا في ذلك زهاد وصلحاء هذه الأمة وإن جهلت ذلك فاسئلي عن عمرو ابن عبيد والفضيل بن عياض.

قالت العصفورة: وماذا تفعل بهذه العصا الطويلة؟

قال الغلام: أهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى كأن أعطي البركة من يسأل عنها وأن أتخذها سندا وقت التعب.

قالت العصفورة: ما بال هذا الحبوب الشهية واللذيذة المتناثرة بالقرب من محيطك.

قال الغلام: أردت أن أزيد من حسناتي وأقلل من سيئاتي وأرحم الطيور البائسة والجائعة فتكون ذخرا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون فأتقرب بذلك إلى الله تعالى بأقل الأعمال وأصغرها.

قالت العصفورة: فهل تسمح لي أيها الزاهد بأن ألتقط بعضا مما تجود به من الحب.

قال الغلام: ومن سواك من الطيور أولى وأحق به، تفضلي يا أختاه في الوجود، وبينما العصفورة تنقر الحب من الأرض إذا بها تقع في شرك الزاهد وحينها بدأت تصرخ وتقول وتنبه غيرها من الطيور : إياكم إياكم أن تغتروا بالزهاد فكم تحت ثوب الزهد من صياد.

أبيات من القصيدة:

حكاية الصيَّاد والعصفوره
صارت لبعض الزاهدين صُوَره
ما هزَأوا فيها بمستحقِّ
ولا أرادوا أولياء الحق
ما كل أهل الزهد أهل الله
كم لاعب في الزاهدين لاه
جعلتها شعرا لتلفت الفِطن
والشعر للحكمة مذ كان وطن
وخير ما يُنظم للأديب
ما نطقته ألسُن التجريب
ألقى غلام شركا يصطاد
وكل من فوق الثرى صياد
فانحدرت عصفورة من الشجر
لم يَنهَها النهى ولا الحزم زجر
قالت سلام أيها الغلام...

الدروس المستفادة من الحكاية:

المظاهر خداعة، ولا يمكن الاعتماد عليها في تقرير الحقائق.

الإنسان المخادع قد يكون له أكثر من وجه، وقد يلعب أكثر من دور  أو شخصية حتى يحصل على ما يريده.

حذار من الأشياء البراقة والجميلة فقد تنطوي على أشياء قبيحة جدا.

يمكن للإنسان تجنب الوقوع في الفخاخ فخاخ الذئاب من البشر بالاستفادة من تجارب الآخرين من خلال البحث عنها وقراءتها والتمعن فيها. 







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
سعيد