أخر الاخبار

شخصية كبور الساخرة

 

 


 

ظهرت شخصية كبور (kapoor) سنة (2013) على القناة المغربية الثانية في سلسلة كوميدية (سيتكوم-sitcom) تحت عنوان الكوبل أي الزوجين كبور والشعيبية والتي جسد شخصيتيهما الفنانين حسن الفد ودنيا بوطازوت، وتدور أحداث هذه السلسلة حول زوجين في عقدهما السادس يعيشان في البادية ويخلقان مواقف وحوارات تعالج الأحداث اليومية بشكل ساخر وهزلي ومضحك، ومنذ ذلك الوقت وشخصية كبور تتطور.

 ثم بعد ذلك في سلسلة أخرى بعنوان كبور والحبيب بطولة حسن الفذ في دور كبور وبطولة هيثم مفتاح في دور الحبيب (habib) والتي تدور أحداثها حول رجلين مهاجرين من البادية الى المدينة استقر بهما المقام بكراء غرفة في الطابق العلوي بإحدى عمارات الدار البيضاء، وتعرف السلسلة أيضا مجموعة من مواقف السخرية والتهكم والشجارات المضحكة والمواقف الهزلية بين كبور والحبيب من جهة وبين كبور وصاحبة الكراء من جهة أخرى.

ثم بعد ذلك في سلسلة أخرى حيث مثل كبور دول رجل عاطل عن العمل يعيش مع أخته في منزلها حيث يمارس ألاعيبه وحيله وطرقه الانتهازية كما العادة من أجل تحقيق مكاسب مادية واجتماعية على حساب أصدقائه والمقربين منه. وقد برزت في هذه السلسلة أيضا شخصيات فكاهية جديدة ومتميزة منها أخت كبور فاطمة (fatima) وجالاطة (jalata) صديق الحبيب والتيباري (tibari) زوج أخت كبور.

شاهد أقوال ونكت كبور التاريخية.

 وخلال المواسم الثلاث تحافظ شخصية كبور على خصائصها ومميزاتها والتي من أهمها أنه شخصية ذكية جدا تستثمر ذكائها هذا من أجل انتهاز أقرب الناس إليه قبل أبعدهم، كما أنه له قدرة عجيبة في صوغ الكلام والرد على خصومه والسخرية منهم والاستهزاء بهم والتغرير بهم.

وقد حققت هذه السلسلة نسبة مشاهدات عالية جدا سواء في التلفزة العمومية أو على موقع يوتيب (youtube) وكذا مواقع التواصل الاجتماعي في ظرف وجيز الأمر الذي جعل من كبور ظاهرة اجتماعية جديدة تنبثق من عمق المجتمع المغربي، وقد كان هذا النجاح دليل كبير على أنها لامست قلوب المغاربة بمختلف أطيافهم.

ومن اللافت للانتباه في هذه الشخصية (كبور) إضافة الى باقي الشخصيات هو أنها خرجت من رحم العالم المتخيل السينمائي الى الواقع المغربي في حركة من الأعلى الى الأسفل وحظيت بشهرة كبيرة بلغت شأوا عظيما إلى درجة أنها جعلت منه شخصية حقيقية وتصدرت بذلك سلم السيتكوم الأكثر مشاهدة في تاريخ الفكاهة بالمغرب،  فهو من جهة وباعتباره شخصية شعبية تغلب على الشخصيات الفكاهية المعاصرة أو التي تلعب دور الفكاهي المعاصر، ومن جهة أخرى هو شخصية متخيلة وسينمائية استمدت جذورها ومحتواها من الواقع أو المخزون الثقافي المغربي ثم بعد ذلك تجدرت فيه من جديد حتى النخاع ورسمت لنا شخصية مغربية فكاهية قادرة على إضحاك المغاربة قاطبة، بل أكثر من ذلك أصبحت الشخصية مصدرا للحكمة الشعبية الى جانب كونها مصدرا للفكاهة، ومن بين تجليات ذلك إصدار منشورات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان أقوال كبور التاريخية.

 







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
سعيد