تعريف الألعاب
الشعبية.
الألعاب الشعبية
هي تلك الألعاب المتوارثة أبا عن جد والتي يلعبها
الأطفال في حيهم أو قرب منازلهم وأحيانا بعيدا عن الحي، وهي
ألعاب مختلفة ومتنوعة باختلاف السن و الجنس فالأولاد لهم ألعابهم كما للبنات ألعابهم، وهناك
ألعاب يلعبها الإثنين معا، كما تختلف أيضا باختلاف الأوقات والمواسم فمنها ألعاب
الليل وألعاب النهار وألعاب الشتاء وألعاب الصيف وألعاب الأعياد الدينية وغيرهم، وهي
ألعاب يستخدم فيها الطفل جسده وعقله معا وقد يغلب استخدام الجسد على العقل لسبب
محوري وهو امتلاك الطفل لطاقات كبيرة ما يجعله يلعب بكثرة من أجل تحرير هذه
الطاقات، ومن أشهر هذه الألعاب في المغرب مثلا: الغميضة، لعبة هورش، المشاوشة، ستيوا،
عريرمات السراق (كثبان اللصوص)،
سالوم، تاعت الحيط (لعبة الحائط)، طز نوض معاه ( هيا انهض إليه )، لعبة الصندالة، لعبة
الصندالات ( لعبة الأحذية )، لعبة قاقا غراب آش دبحتو ( ماذا ذبحتم )، طـايبة، لعبة
الطابلو: ( tableau)، لعبة (العبْ وكُلْ)، البي
أو البوسات (البلي)، الطرومبة، حابة، القفز على الحبل أو " اللاّستيك "،
شد الحبل، الملاقف/ المزارﮜ.
وتجذر الإشارة
أيضا إلى أنه هناك فرق بين الألعاب الشعبية بإطلاق والألعاب الشعبية الرياضية بحيث
نجد الأولى غالبا ما ترتبط بالأطفال بينما الثانية تتميز بكونها أكثر تنظيما ودقتا
ويمارسها الكبار بل تعتبر الكثير من هذه الألعاب امتدادا لما نجده في أكبر
التظاهرات والفعاليات الرياضية وعلى رأسها مثلا ألعاب القوى.
الهدف والغاية منها.
الهدف من وراء
هذه الألعاب بين الأطفال كثيرة من بينها:
خلق المتعة
والترفيه.
مساعدة الأطفال
على اكتشاف أنفسهم من خلال معرفة ما يميزهم عن غيرهم من مهارات وقدرات فردية.
ترسيخ مفهوم
الطفل الاجتماعي الذي يستطيع في المستقبل الإندماج مع مجتمعه بالتواصل معه وخدمته.
تبادل التجارب
بين الأطفال وخلق روح التعاون، وتنمية مهارات الطفل البدنية والاجتماعية والعقلية
والنفسية.
استكشاف العالم
الخارجي الذي يعيش فيه الأطفال والمتمثل في المرافق العمومية وغير العمومية من
البساتين والغابات القريبة من الحي، سينما الحي، ملعب الحي وغيرها من المرافق من
خلال مزاولة ما كان يعرف بين الأطفال بالمغامرات وهي لعبة جماعية في شكل خرجات
صغيرة نحو بستان قريب من الحي مثلا، وتلعب في الغالب في سرية تامة عن أهل الطفل والهدف
منها التعرف على المرافق العمومية للحي بشكل خاص والمدينة بشكل عام.
الألعاب الشعبية في وقتنا هذا.
هذه الألعاب رغم
أنها شكلت للكثير من الأجيال مصدرا للمتعة والترفيه والتربية والتنشئة الاجتماعية
إلا أننا اليوم نجد بأن جزء كبير منها في عصرنا اندثر وتلاشى أمام الثورة
التكنولوجية من خلال تعدد الوسائط السمعبصرية الحديثة وأقصد بذلك الهواتف الذكية
وكذا اللوحات الإلكترونية (الطابليط)، وأمام ثورة الألعاب الإلكترونية التي يكفي
أن يكون للطفل هاتف ذكي لكي يلعب هذه الألعاب التي لا تعد ولا تحصى، والتي في
غالبها ترسخ مبدأ الفردانية في اللعب أو
اللعب الفردي حتى وإن كان الطفل يلعب مع جماعة في العالم الافتراضي لكن اللعب
الجماعي في العالم الافتراضي يختلف عن اللعب في العالم الواقعي.
اهتمام الباحثين بها.
تعتبر الألعاب
الشعبية بلا شك شكل من أشكال التراث الثقافي اللامادي أو شكل من أشكال الثقافة
الشعبية للشعب من الشعوب ولذلك فهي شيء ثمين يجب الحفاظ عليه و لأجل ذلك نجد الكثير
من الباحثين والمختصين كرسوا أقلامهم من أجل توثيق ودراسة هذه الألعاب وبشكل خاص
ما بعد المرحلة الكولونيالية حيث بدأت الدراسات الثقافية تنفتح
بشكل كبير على الأدب الشعبي بمختلف ألوانه وتجلياته، أما في عصرنا هذا فنجد الكثير
من المبرمجين قاموا بإدخال هذه الألعاب إلى العالم الإفتراضي ونجحوا في جعل هذه الألعاب
الشعبية جزء من حياة الأطفال في بلدهم وعلى سبيل المثال ألعاب «لعبة الحبار» الشهيرة
وهي عبارة عن مجموعة من الألعاب الشعبية الكورية الجنوبية التي ولجت العالم
الإفتراضي من خلال ترجمتها على شكل ألعاب إلكترونية بحيث أنه يمكن للطفل أن يتعرف
على تراثه وهويته الثقافية من خلال هذه الألعاب، ثم بعد ذلك وفي وقت متأخر دخلت
هذه الألعاب عالم السينما من خلال المسلسل الشهيرة «لعبة الحبار» الذي أحدث ضجة
كبيرة في العالم.
مقارنة بين
الألعاب الشعبية التقليدية و الألعاب الإلكترونية.
إذا أردنا أن نقارن بين الألعاب الشعبية والألعاب الإلكترونية سنجد الكثير
من أوجه المقارنة إلا أننا سنكتفي بذكر البعض منها. أولا: الألعاب الشعبية معدودة
بمعنى أن عددها ليس كبيرا ومهما كثرت فهي لا تقارن بكثرة الألعاب الإلكترونية التي
تتوالد بشكل مستمر ما يضع الطفل أمام خيارات لا نهاية لها. ثانيا: الألعاب الإلكترونية
دولية وعالمية ويعني ذلك أن مصدر صناعتها قد يكون من ثقافات ودول مختلفة حول العالم
ما يجعل الطفل اللاعب منفتح على ثقافات مختلفة أو ضائع في ثقافات غير ثقافة بلده
الأم في حين الألعاب الشعبية محلية وترتبط بشكل أساسي بالبلد الأصلي لها وبالتالي
فهي تعكس ثقافة البلد الحاضن لها. ثالثا الألعاب الشعبية تلعب بشكل جماعي في حين
الألعاب الإلكترونية تلعب بشكل فردي. رابعا، الألعاب الشعبية تمرن وتريض الجسد
والعقل معا في حين الألعاب الإلكترونية تركز فقط على العقل من خلال جعل اللعبة على
شكل محطات ومراحل يصعب تجاوزها بالتقدم في اللعبة وهذا ما يجعل اللعبة معقدة
ومركبة، كما أن للاعب فيها فضاء افتراضي كبير يلعب ويتحرك فيه وهذا ما يجعل الطفل
يندمج ويعيش في اللعبة أكثر فأكثر وهذا يتطلب الكثير من الوقت. رابعا: التواصل
الجسدي والشفهي في الألعاب الشعبية حاضر بقوة وهذا يخدم صحة الطفل العقلية والجسدية
بينما في الألعاب الإلكترونية التواصل الجسدي منعدم ويبقى التواصل الشفهي محصور
ومقيد بأهداف وأغراض اللعبة، خامسا: الطفل اللاعب في الألعاب الشعبية يتحرك ويلعب
في بيئته ومحيطه أكثر بينما في الألعاب الإلكترونية يكون جسم الطفل في عطالة وخمول
تام وبموازاة ذلك يتحرك الطفل بحرية وبشكل كبير في الفضاءات الافتراضية التي
توفرها هذه الألعاب الإلكترونية.