الاستعارة لغة:
جاء في تعريف معجم اللغة العربية المعاصرة للفظة الاستعارة: «استعار
يستعير، استعرْ، استعارةً: كتابا من صديقه طلب منه أن يعطيه إياه على أن يرده إليه
ثانية، ونستعير الكتب من المكتبة»[1] وجاء في معجم الغني
الزاهر: «استعار استعارةً الكتب من المكتبة: استدانتها، أي أن تأخذ كتابا على
أن تعيده في أجل محدد»[2]، يؤكد التعريف المعجمي على
أن الاستعارة نقل شيء من تصرف واستعمال شخص الى شخص آخر الى أجل مسمى على أن تكون
العلاقة التي تربط بين الطرفين علاقة معرفة أو خدمة أو مصلحة مشتركة من قبيل
العلاقة بين صديقين أو علاقة الطالب بمكتبته، وهذا المعنى اللغوي هو الأقرب الى
المعنى الاصطلاحي للمفردة، يقول عبد القاهر الجرجاني في تعريف الاستعارة:
«اعلم أن الاستعارة في الجملة أن يكون للفظ أصل في الوضع اللغوي معروفا تدل
الشواهد على أنه اختص به حين وضع، ثم يستعمله الشاعر أو غير الشاعر في غير ذلك
الأصل وينقله إليه نقلا غير لازم، فيكون هناك كالعارية»[3].
ويقول أحمد الهاشمي: « هي استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة بين
المعنى المنقول عنه والمعنى المستعمل فيه، مع قرينة صارفة عن إرادة المعنى الأصلي.
والاستعارة ليست إلا تشبيها مختصرا، لكنها أبلغ منه، كقولك: رأيت أسدا في المدرسة»[4]
من خلال التعريفين يمكن القول بأن الاستعارة وجه من وجوه المجاز اللغوي
يستعمله الشاعر لوجود علاقة مشابهة بين اللفظ في معناه الحقيقي واستعماله المجازي،
والاستعارة تشبيه مختصر لكنها أبلغ منه ذلك أن التشبيه لا بد من ورود طرفيه المشبه
والمشبه به في الجملة في حين الاستعارة فيتحد جميع طرفا التشبيه في معنا واحد
ولهذا يقول البلاغيون بأن الاستعارة تشبيه حذف أحد طرفيه وهذا ما جعلها أبلغ من
التشبيه وللاستعارة أركان كما للتشبيه وهي ثلاثة: مستعار منه وهو المشبه به،
ومستعار له وهو المشبه، ومستعار وهو اللفظ المنقول، يقول عبد العزيز عتيق بعد أن
ذكر مجموعة من تعاريف المتقدمين والمتأخرين:« ومن كل التعريفات السابقة تتجلى
الحقائق التالية بالنسبة للاستعارة:
1- الاستعارة ضرب من المجاز اللغوي
علاقته المشابهة دائما بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي.
2- وهي في الحقيقة تشبيه حذف أحد
طرفيه.
3- تطلق الاستعارة على استعمال اسم
المشبه به في المشبه، فيسمى المشبه به مستعارا منه، والمشبه مستعارا له، واللفظ
مستعارا.
4- وقرينة الاستعارة التي تمنع من
إرادة المعنى الحقيقي قد تكون لفظية أو حالية»[5]
[3] عبد القاهر الجرجاني
تحقيق محمد الفاضلي، أسرار البلاغة، المكتبة العصرية، بيروت، 1424ه-2003م، ص: 27.
[4] أحمد
الهاشمي، ضبط وتدقيق يوسف الصميلي، جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، المكتبة
العصرية، صيدا-بيروت، ط: 1999، ص:
258.
[5] عبد العزيز عتيق، علم البيان، دار النهضة
العربية، بيروت، ط: 1985م-1405ه، ص: 175.