في إطار الشراكة القوية التي
تجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية والتي شملت مختلف الميادين بما فيهم
المجال الثقافي حيث أعلنت هذه الأخيرة عن منحة قدرها 190 ألف دوار (حوالي مليوني
درهم) من أجل الحفاظ على التراث المادي بمدينة وليلي الأثرية المسجلة على قائمة
التراث العالمي بمنظمة ليونيسكو، والتي تقع بالقرب من مدينة مكناس العريقة.
وفي
بيان صحفي قرب المدينة الأثرية، أطلق
القائم بالأعمال لسفارة الولايات المتحدة بالمغرب ديفيد غرين إنطلاقة المشروع الذي
يهدف إلى الحفاظ على اللوحات الفسيفسائية بأرضية وجدران مدينة وليلي الرومانية
التاريخية والمستوحاة من الأساطير اليونانية الرومانية والتي تعد من أشهر المعالم
الأثرية والسياحية بالمغرب.
وبحسب بلاغ وزارة الخارجية الأمريكية تم تقديم هذه المنحة لجمعية إفكر للتربية على البيئة والتنمية المستدامة بهدف ترميم فسيفساء المدينة الأثرية وليلي والنهوض بها باعتبارها قطبا سياحيا عالميا ضمن مبادرة صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي وهو صندوق تديره وزارة الخارجية الأمريكية ممثلا في سفارتها بالرباط، وبهذا المشروع وبحسب نفس المصدر تكون وزارة الخارجية قد ساهمت بأكثر من مليون دولار خلال العقدين السابقين ل 12 منظمة مغربية مهمتها الحفاظ على التراث الثقافي المادي.
وفي
نفس السياق صرح القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء قائلا: إن
وليلي تعتبر بمثابة التاج بالنسبة لمواقع التراث المغربي، ونحن فخورون بشراكتنا مع
المجتمع المدني المتمثلة في جمعية إفكر وكذا مع معهد غيتي الأمريكي للحفاظ على
التراث الثقافي (Getty
Conservation Institute) وكذا مع
وزارة الثقافة من أجل الترميم والحفاظ على فسيفساء المدينة التاريخية وكذا الرفع
من حرفية اليد العاملة المغربية بخصوص مجال ترميم الفسيفساء والحفاظ على التراث
الإنساني المادي وكذا التحسيس بأهمية هذا التراث وبموازاة ذلك تحريك العجلة الاقتصادية
بهذه المنطقة من خلال تكوين الشباب في هذا المجال وخلق فرص شغل للساكنة، كما أكد
القنصل العام قائلا: بينما نحن نحتفل هذا العام بمرور 200 سنة على الصداقة
والعلاقات الديبلوماسية القوية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية يعد هذا
المشروع أحد ثمار هذه العلاقات المتميزة التي تجاوزت ما هو اقتصادي إلى ما هو
ثقافي.
ويراهن مشروع ترميم مدينة
وليلي التاريخية وبشكل خاص اللوحات والنقوش الفسيفسائية على استقطاب المزيد من
الزوار والسياح المغاربة والأجانب من خلال المنحة التي قدمتها الولايات المتحدة
الأمريكية في إطار الاتفاقية المبرمة بين البلدين في 14 يناير سنة 2021 بخصوص "
العمل معا على مكافحة نهب الممتلكات الثقافية و الحفاظ عليها وحمايتها".