أخر الاخبار

الوزير لسان الدين بن الخطيب.


لسان الدين بن الخطيب:

هو لسان الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله السلماني ولد سنة 672 هـ  بمدينة غرناطة، يمتد نسبه الى العرب الوافدين على الأندلس من اليمن أيام الفتح ، عرفت عائلته بلقب بني الوزير ثم فيما بعد بلقب بني الخطيب،  وكذا برسوخ القدم في العلم والأدب والحكمة، وسكنت بداية مدينة قرطبة ثم طليطلة إلى أن استقر بهم المقام في مدينة غرناطة، وتوفي سنة 776ه/ 1374م بمدينة فاس وهو في عمر الثالثة والستين.

دخل الوزارة بعد مقتل والده في إحدى المعارك، شاغلا بذلك منصب والده في خدمة بني الأحمر، قضى معظم حياته في غرناطة، ونظرا لجديته وذكائه وتفانيه في العمل ترقى لمناصب كبيرة في عمله السياسي كانت كفيلة بلفت نظر الأعداء والحساد من نظرائه في العمل، كان شاعرا وأديبا وكاتبا وعالما ومؤرخا وفيلسوفا وطبيبا وسياسيا محنكا، طلب العلم في غرناطة ثم في جامعة القرويين بمدينة فاس.

عرفت الأندلس في عصر لسان الدين الخطيب باستمرار الصراع مع إسبانية المسيحية في زمن السلطان أبي الحجاج يوسف الذي سارع في طلب يد العون من السلطان المغربي أبو الحسن المريني سلطان دولة بني مرين في المغرب الذي لم يذخر أي جهد في نصرة الإسلام والمسلمين في الأندلس فيما عرف بموقعة طريف الشهيرة سنة 741 هجرية السابع من جمادى الأولى/ 1341ميلادية الثلاثون من أكتوبر التي انهزم فيها الأندلسيون والمغاربة وقتل فيها والد لسان الدين بن الخطيب وأخوه الأكبر.

وقعت ثورة في غرناطة أدت الى سقوط السلطان الشاب محمد الغني بالله ولجوؤه سياسيا الى المغرب واعتلاء ملك بني الأحمر أخيه السلطان إسماعيل بن الأحمر الذي استبقى لسان الدين بن الخطيب في منصبه بداية الى أن طالته ألسنة الحساد والوشاة وخبث السياسة فتم عزله بسبب شبهة علاقته الوطيدة مع السلطان المخلوع في المغرب حيث صودرت جميع ممتلكاته وأمر باعتقاله الى أن طالب سلطان بني مرين أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن الإفراج عن الوزير لسان الدين بن الخطيب واستقدامه الى المغرب ضيفا مكرما وهو ما كان، عاش شاعرنا ابن الخطيب مع سلطانه المخلوع في ظل سلطان المغرب أبي سالم عيشة مكرمة منعمة الى حدود سنة 762ه/1361م حيث حدث قتل السلطان إسماعيل بن الأحمر إثر انقلاب عسكري سياسي في غرناطة سمح للسلطان المخلوع الغني بالله أن يمسك بمقاليد الملك من جديد وتبعه بعد سنة لسان الدين بن الخطيب متوليا نفس منصبه في الوزارة من جديد لمدة عشر سنوات لكنه في هذه الفترة آثر الحذر من الحساد والأعداء  والإعراض عن حياة الترف والبذخ والعزة التي تسببت في ثورة الناس عليه وعلى أميره، حاول ابن الخطيب الابتعاد عن حياة السياسة لكن السلطان أصر على بقائه في الوزارة.  هرب ابن الخطيب الى المغرب سنة 772ه مستظلا بحماية السلطان أبي فارس عبد العزيز المريني وذلك إثر التحريض عليه من طرف بعض أعدائه فقيه الجماعة أبو الحسن النباهي وابن زمرك الى سلطانه في غرناطة، استمر التحريض على ابن الخطيب وهو في المغرب الى أن توفي السلطان أبي فارس عبد العزيز المريني وخلفه من لا يعرف حق الرجل وقدره فحكم بقتله خنقا ثم حرقا ولهذا لقب بذو الميتتين وذلك سنة 776ه/ 1374م بمدينة فاس وهو في عمر الثالثة والستين. 

مؤلفاته 

ترك ابن الخطيب آثاراً متعددة تناول فيها الأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والرحلات، والشريعة، والأخلاق، والسياسة والطب، والبيزرة، والموسيقى، والنبات:

الإحاطة في أخبار غرناطة.

اللمحة البدرية في الدولة النصرية.

أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام.

كناسة الدكان بعد انتقال السكان: العلاقات السياسية بين مملكتي غرناطة والمغرب في القرن الثامن الهجري، من تراسله مع قادة مغاربة.  

خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف.

معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار.

نفاضة الجراب في علالة الاغتراب.

مفاخرات مالقة وسلا.

الكتب المخطوطة:

السحر والشعر، ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب، روضة التعريف بالحب الشريف، رسالة في السياسة، مُثْلى الطريقة في ذم الوثيقة.

أشعاره:

للشاعر لسان الدين بن الخطيب شعر جميل ورقيق يوثق سيرته الحافلة وأفراحه وأحزانه ومعاناته وأشواقه، ومما اشتهر من أشعاره: 

قصيدة: جائت معذبتي في غيهب الغسق.

جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ            كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُـــقِ

 فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِــــرَةٍ            أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

 فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا      مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

 فَقلتُ هذي أحاديثٌ ملفّقــــــــةٌ         موضوعةٌ قدْ أتتْ منْ قولِ مُختَلقِ

 فقالتْ وحقِّ عيوني عزَّ منْ قَسَمٍ          وما على جَبْهَتي منْ لًؤلؤ الرَّمَقِ

 إنّي أحِبُّكَ حباً لا نفادَ لـــــــــهُ               ما دامَ في مُهجتي شيءٌ منَ الرَّمَقِ

فقمتُ ولْهانَ منْ وجدي أقبّلُها              زِحْتُ اللثامَ رأيتُ البدرَ مُعْتَنَقِ

قبّلتُها قبّلتني وهي قائلـــــــــــةٌ                  قبلتَ فايَ فلا تبخلْ على عُنقي

قلتُ العناقُ حَرامٌ في شريعَتِنا             قالتْ أيا سيّدي واجعَلْهُ في عُنقي




من أشعاره الجميلة في حب الرسول صلى الله عليه وسلم:  

نَعَمْ لوْلاكَ ما ذُكِرَ العَقيقُ

                                     ولا جابَتْ لهُ الفَلَواتِ نُوقُ    

نَعَمْ أسْعَى إليْكَ علَى جُفوني

                                      تَدانَى الحَيُّ أو بَعُدَ الطّريقُ

إذا كانَتْ تُحَثُّ لك المَطايا

                                   فَماذا يفْعَلُ الصّبُّ المَشوقُ





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
سعيد