أخر الاخبار

أجناس الأدب الشعبي: (تعاريف)

 




تعريف الأدب الشعبي: 

يقول يسري شاكر في تعريف الأدب الشعبي: " ان الأدب الشعبي هو الأدب الخالد. ودراسته تؤدي الى إدراك أسس الأدب بصفة عامة، ذلك أن تاريخ الأدب حين يتجاوز حدود الأدب الرسمي. ويحاول أن يشمل بأبحاثه أسس الأدب وطبيعته بصفة عامة، فإنه يتحرك خلال تصورات مضطربة وتعسفية للغاية. فكل من أراد إدراك طبيعة الأدب حقا: فعليه أن يوسع دائرة مجاله. كما ينبغي عليه أن يدخل في هذا المجال الشعر المحفور على القبور، وفي أقدم الكتب وكذلك نقوش البيوت والحكايات التي تتضمنها كتب التقاويم والمجموعات القديمة والحديثة للحكايات.

شاهد أيضا

ان الأدب جميعه يبدو كيانا قائما حيا يتحرك على الدوام، يخرج منه الأدب الرسمي ثم يعود ليصب فيه ويمتزج به من جديد . حتى يخرج من ذلك أدب جديد مرة أخرى.

فالنظرة الى التراث الشعبي بأسره بما في ذلك الحكايات الخرافية والشعبية والأساطير والموسيقى الشعبية والفن الشعبي بصفة عامة. يجب أن تكون نظرة تقدير وتبجيل فالأدب الشعبي- كما حدث بالنسبة لمجموعة الأخوان جريم- يقدم معطيات قيمة ونادرة للأدباء والفنانين. وقيمة العمل الفني ترجع للكفاءة والموهبة، والفن تناول. ويكفي الأدب الشعبي فضلا أنه يضفي على الأعمال المقتبسة من التراث ان كانت رفيعة صفة الأصالة وهي صفة أساسية لأي عمل فني عظيم. وربما كان الأدب الشعبي المصدر الأصلي لكل أدب، ويكفيه فخرا أن الحكايات وحدها استمدت موضوعاتها من تصورات كل الأزمنة والحضارات وصاغت ذلك في صور فنية جميلة وعجيبة ومشوقة. وهاجرت في شكلها الفني المكتمل الى أغلب بقاع العالم. ومن ثنايا الحكايات تشرق فكرة عظيمة تتوق لوحدة الإنسانية، فهي تمثل الآن بحق الحصيلة المشتركة لكل الشعوب"[1].   

: تعريف اللغز

تقول نبيلة إبراهيم في تعريف اللغز: " اللغز شكل أدبي شعبي قديم قدم الأسطورة والحكاية الخرافية، كما أنه كان يساويهما في الانتشار. فليس اللغز إذن مجرد كلمات محيرة تطرح للسؤال عن معناها بين ثلل الأصحاب في الأمسيات الجميلة. ومن ثم فإنه يتحتم علينا أن نبحثه بوصفه عملا أدبيا شعبيا أصيلا شأنه شأن الأنواع الأدبية التي سبق الحديث عنها.

واللغز في جوهره استعارة، والاستعارة تنشأ نتيجة التقدم العقلي في إدراك الترابط والمقارنة وإدراك أوجه الشبه والاختلاف. على أن اللغز فضلا عن ذلك يحتوي على عنصر الفكاهة، ذلك أن سبب كل شيء يثير الضحك احتواؤه على عنصر عدم التوقع.

ولكن لماذا نشأ اللغز أول ما نشأ؟ يقول «موريس بلوم فيلد» في بحث عن الألغاز البراهمانية ألقاه في مؤتمر الفن والعلم عام 1904 « إن اللغز نشأ منذ قديم الزمان حينما كان العقل البدائي يمرن نفسه على التلائم مع الكون الذي يحيط به. ذلك أنه كلما كانت الرؤية أكثر نضارة، ازدادت الرغبة في إدراك ظواهر الطبيعة وظواهر الحياة، وإدراك القوانين التي تحيط بالإنسان. ومن ثم فإن الأطفال يحبون الألغاز  ومثلهم البدائيون. ولهذا كذلك فإننا نجد الأنواع الأدبية الشعبية مثل الأسطورة والحكاية الشعبية والحكاية الخرافية تتضمن الألغاز. فاللغز يشير إلى غموض الحياة، وهو في الوقت نفسه يمثل إدراك العقل البكر»"[1].


[1]    نبيلة إبراهيم، أشكال التعبير في الأدب الشعبي، دار نهضة مصر، القاهرة، ص: 154.

تعريف المثل الشعبي. 

تقول نبيلة إبراهيم في تعريف المثل الشعبي: " وربما كانت الأمثال الشعبية أكثر الأنواع الأدبية الشعبية التي أولاها الدارسون اهتمامهم، وربما يرجع ذلك الى سهولة جمعها وتصنيفها. وقديما عنى العرب بجمع الأمثال، فكلنا نعرف كتاب الأمثال للميداني الذي خصص فيه فصلا لأمثال المولدين، وكذلك كتاب الفاخر لابن عاصم الكوفي، الى غير ذلك. كما أن منهم من اهتم بتدوين الأمثال الشعبية مثل الأبشيهي الذي عاش في القرن الثامن الهجري، وذلك في كتابه المستطرف في كل فن مستظرف.

وقد عرف الأستاذ أحمد أمين الأمثال الشعبية قائلا : "بأنها نوع من أنواع الأدب يمتاز بإيجاز اللفظ وحسن المعنى ولطف التشبيه وجودة الكتابة. ولا تكاد تخلو منها أمة من الأمم. ومزية الأمثال أنها تنبع من كل طبقات الشعب".

ويعرف الأستاذ (فريديريك زايلر) المثل الشعبي في مقدمة كتابه علم الأمثال الألمانية الذي نشره عام 1922. قائلا: بأنه القول الجاري على ألسنة الشعب، الذي يتميز بطابع تعليمي، وشكل أدبي مكتمل يسمو على أشكال التعبير المألوفة".

ويمكننا أن نلخص خصائص المثل الشعبي عند زايلر فيما يلي:

1-  أنه ذو طابع شعبي.

2-  ذو طابع تعليمي.

3-  ذو شكل أدبي مكتمل.

4-  يسمو عن الكلام المألوف رغم أنه يعيش في أفواه الشعب."[1]









[1]  يسري شاكر، حكايات من الفولكلور المغربي، دار النشر المغربية، ج:1، ص: 57.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
سعيد